سورة يوسف وفضل قراءتها والمداومة عليها

سورة يوسف وفضل قراءتها والمداومة عليها
فضل سورة يوسف في استجابة الدعاء
فضل سورة يوسف في استجابة الدعاء

سورة يوسف واحدة من سور القرآن الكريم التي تروي قصة أحد الأنبياء عليهم السلام سيدنا يوسف التي تحتوي على العديد من المواعظ والعبر والدروس المستفادة فقد أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في مرحلة الدعوة الملكية وهي واحدة من السور التي يفضل أن تداوم عليها بالقراءة كل يوم.

سورة يوسف وتفاصيل قصة نبي الله

فهو النبي الذي حباه الله بجمال شديد وميزه وأخوه عند أبوهما حتى آثار هذا غضب وغيرة إخوته أجمعين مما جعل الشيطان يوسوس لهم للتفكير في طريقة للتخلص من أخيهم هذا ظانين بذلك أنهم سيتمتعون بحب أبيهم من دون ذلك الأخ الذي ينال دوما كل الحب والاهتمام.

وتوصلوا إلى طريقه يتخلصوا منه بها دون الحاجة إلى قتله وهي عن طريق رميه في البئر ولكن قدر الله تعالى قد أرسل له رحاله يحتاجون إلى الماء فوجدوه في البئر واخذوه معهم إلى مصر ثم اشتراه عزيز مصر ورباه كابن له.

ولكن بسبب جمالها الشديد حاولت امرأة العزيز أن تراوده عن نفسه ولكنه رفض مخافة الله تعالى ولأن العزيز أحسن إليه ورباه فطلب من الله أن يخلصه من هذا الكرب حتى وان كان بالسجن فأستجيب الله له وسجن لعدة سنوات حتى حلم ملك مصر بحلم غريب لم يستطع الكهنة تفسيره ولكن نبي الله يوسف تمكن من ذلك.

وبهذا تمكن من الخروج من السجن وأصبح عزيزاً لمصر بعد أن أصابها الجوع وجاءت البلاد الأخرى تطلب الذخيرة والطعام وكان إخوته من ضمن السائلين فأراد أن يظهر لهم سوء فعلتهم معه ثم في النهاية عاد إلى أبيه الذي فقد بصره من الحزن عليه لكنه ما فقد الأمل في رؤياه كل هذه المدة قط.

فضل سورة يوسف في استجابة الدعاء

سور القران الكريم سور عظيمة تحتوي على العديد من العبر والدروس المستفادة ولها الكثير من الفضل فلكل سوره قصه وفضل مختلف عن باقي السور الأخرى وفي سوره يوسف لم يصح ورود أي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يوضح فيها تفضيل لهذه السورة عن غيرها.

إلا أن العلماء اجتهدوا في التوصل إلى فضل وعظمة هذه السورة وبعض الروايات الضعيفة فقد قال بعضهم أن معظم هذه الأقاويل موضوعه وذلك بسبب اشتهار الوضع في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل العديد من سور القرآن الكريم فواحد من هذه الروايات (علِّموا أرقَّاءَكُم سورةَ يوسُفَ؛ فإنَّه أيُّما مسلمٍ تلاها مُعلِّمَها أهلَهُ وما ملكتْ يمينُهُ، هوَّنَ اللهُ عليه سكَرات الموتِ، وأعطاهُ القوَّةَ ألَّا يحسُدَ مسلمًا).

كما أن فضل سوره يوسف وغيرها من السور ورد في العديد من الأحاديث أمثال قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ).

ومما يدل أو يؤكد على فضل هذه السورة هو أن عددا من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كانوا يحبون ويفضلون قراءة سورة يوسف وخاصة في وقت صلاة الفجر وعلى رأسهم سيدنا عمر وعثمان رضي الله عنهما فعن الفرافصة قال: (ما أخَذتُ سورةَ يوسفَ إلَّا مِن قراءةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ إيَّاها في الصُّبحِ، مِن كثرةِ ما كانَ يُردِّدُها).

وقال علقمة بن وقاص رضي الله عنه: (كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ -رضي اللهُ عنه-يَقرَأُ في العتمةِ سورةَ يوسفَ وأنا في آخرِ الصّفوفِ، حتّى إذا جاء ذِكرُ يوسفَ، سمِعتُ نشيجاً).

تعرف سورة يوسف باسم سورة المئين وذلك بسبب تجاوز عدد آياتها المئة آية.

قصة سبب نزول سورة يوسف

نزلت سورة يوسف العظيمة على نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم في عام الحزن في اليوم الذي فقد فيه عمه أبو طالب زوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها وكان هذه السورة يا أحد العوامل التي ساعدت في تخفيف الحزن والالم عن قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد أجتمع بعض العلماء المسلمين على استحباب قراءتها هذه السورة العظيمة لكل من يعاني من الهم والحزن فهي تحتوي على العديد من صور الفرج بعد الشده والفرح بعد الحزن واليسر بعد العسر.

الدروس المستفادة من سورة يوسف 

تحتوي سورة يوسف على العديد من الدروس المستفادة والمواعظ والعبر ومن أهم هذه الدروس ما يلي:

  • الاستعانة على قضاء حوائجنا بالكتمان وعدم البوح بكل ما يجول في خاطرنا للجميع وبالأخص تلك الأخبار التي من الممكن أن تضر الانسان فكما في قصه سيدنا يوسف أمره أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام ألا يخبر أياً من اخواته عن تلك الرؤية التي راها والتي شاهد فيها الشمس والقمر واثنا عشر كوكباً يسجدون له وذلك لكي لا يكيد له اخواته ويسعوا إلى أن يضروه بسبب غيره او حقد او ما إلى ذلك.
  • أن لا يؤمن الإنسان غدر أقرب الناس إليه فحتى من هم أخوتك يمكنهم أن يلحقوا بك الضرر وأن يكون الإنسان دائما شديد الحرص في اخفاء ما يضره.
  • حرص الأبوين على عدم التمييز بين الأبناء ومراعاة الغيرة بين الأخوين فقد تصل بحدها إلى قتل بعضهم البعض كما حاول أخوه سيدنا يوسف أن يقتلوه بسبب غيرتهم من حب أبيه له.
  • الثبات والصمود على الحق فقد تمسك سيدنا يوسف عليه السلام بدعوته وأخلاقه ودينه أمام كل ما تعرض له من اغراءات امرأة العزيز ولم يفتن بها وبجمالها ولم يستجب لأي من محاولاتها لإغرائه ودعا الله أن يخلصه من هذا الكرب حتى وإن كان ذلك بالسجن فكافأه الله بعد كل هذا الأذى في السجن بأن مكن له في الأرض وجله آمين على خزائن مصر ومقرب من الملك.
  • أن فرج الله آت وأنه دائماً ما يوجد فرح بعد حزن وراحة بعد تعب ويسر بعد عسر وفرج بعد شدة فكانت في أبهى صورها في فقد سيدنا يعقوب لبصره حزنا على أبنه الحبيب ومن كثرة البكاء ولكن الله تعالى أقر عينه به أخيرا ورد إليه بصره وجمع بينهما في الدنيا بالإضافة إلى ما ينتظرهم من جزاء حسن في الآخرة.
  • ضرورة حسن الظن بالله تعالى واليقين به.
  • مدى خطورة أن يجتمع رجل وامرأه لا تحل له في خلوه محرمة فهي أول خطوات الشيطان والتي يتمكن بها ايقاع العديد من الصالحين في إثم الزنا فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ).
  • الاهتمام بتفسير وتعابير الرؤى فقد تحقق في سورة يوسف فقد رؤيتين أحدهم لسيدنا يوسف عليه السلام حين رأي أن الشمس والقمر وإثنا عشر كوكب يسجدون له فقد سجد له إخوته الاثني عشر وأمه وأبيه

ورؤيا ملك مصر حن رأي سبع بقرات نحيفات يأكلن سبع سمينات وسبع سنابل قمح يابسة تذهب سبعاً خضرا وبالفعل تحققت الرؤيا كما فسرها نبي الله يوسف عليه السلام بان جاءت على مصر سبع سنوات عجاف لا تنبت الأرض فيهم ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرفون في تعبير الرؤى أن يتكلموا فيها إلا بعلم.

  • الحرص على الاتخاذ بالأسباب التي من الممكن أن تسبب النجاة من مشاكل أو مصائب معينة كما قال سيدنا يوسف (اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ) فطلب سيدنا يوسف من من كان معه في السجن أن يذكره عند سيده حتى يخرجه من السجن وبالفعل هذا ما حدث بعد تفسيره الرؤيا وقام الملك بأجراء تحقيق في الموضوع وأخرجه من السجن بريئا مما نسب إليه من تهم.
  • جواز الطلب للتمكين من منصب ما دمت تجد نفسك قادرا على أن تقدم أفضل ما هو ممكنا ومادام هذا المنصب يخدم شرع الله تعالي ويخدم البشر.

كما قال سيدنا يوسف لملك مصر في كتاب الله تعالى:(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) لكن هذا لا يعني أبدا طلب المنصب للمصالح الشخصية ومنافع الدنيا دون وجه الله تعالي.

إقرأ أيضاً : فضل الاستغفار وما هو سيد الاستغفار

ترتيب سورة يوسف في المصحف الكريم

هي واحدة من السور الطوال في القرآن الكريم وترتيبها أنها السورة الثانية عشر في المصحف الشريف واحد سور الجزء الثالث عشر والتي تبلغ عدد آياتها مائة وإحدى عشر آية كريمة.

نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ونزلت أربع آيات منها في المدينة المنورة، تسبقها سورة هود وتليها سورة الرعد.

أحاديث أخرى وردت في فضل سورة يوسف في استجابة الدعاء

  • عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قرأ سورة يوسف عليه السّلام في كل يوم أو في كل ليلة، بعثه اللّه تعالى يوم القيامة وجماله مثل جمال يوسف عليه السّلام، ولا يصيبه فزع يوم القيامة، وكان من خيار عباد اللّه الصالحين» وقال: «إنها كانت في التوراة مكتوبة».
  • وعنه عليه السّلام قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: لا تنزلوا النساء بالغرف، ولا تعلموهن الكتابة، ولا تعلموهن سورة يوسف، وعلموهن المغزل وسورة النور».
  • وقال أمير المؤمنين عليه السّلام: «لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، ولا تقرءوهن إياها فإن فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ».
  • وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه، هوّن اللّه تعالى عليه سكرات الموت، وأعطاه من القوّة أن لا يحسده مسلم»

وقد ذكر في خواص القرآن فيما يخص سورة يوسف: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتبها وجعلها في منزله ثلاثة أيام وأخرجها منه إلى جدار من جدران من خارج البيت ودفنها لم يشعر إلا ورسول السلطان يدعوه إلى خدمته، ويصرفه‏ إلى حوائجه بإذن اللّه تعالى. وأحسن من هذا كله أن يكتبها ويشربها يسهل اللّه له الرزق، ويجعل له الحظ بإذن اللّه تعالى»

في النهاية فإن كل سوره في القران الكريم لها فضلها هذا وإن القرآن الكريم كله فضل وبركه فاحرص على وردك اليومي وأحرص على أن تكون من حملة الكتاب الكريم فتسفيد منه في الدنيا والآخرة.

إقرأ أيضاً : حصن المسلم دليل كامًلا لكل مسلم مواقع و تطبيقات
وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد

824 مشاهدة