عيد الأم الموقف الشرعي و فتاوى أهل العلم فيه

عيد الأم الموقف الشرعي و فتاوى أهل العلم فيه

عيد الأم هو واحد من الأعياد الهامة والتي له مكانة كبيرة من بين باقي الأعياد، حيث أن الأم تعد هي الأساس في تواجد الإنسان من البداية من حيث كان جنينًا في بطنها حتى صار طفلًا وشابًا ورجلًا ثم كهلًا.

فهي تعتبر المكان الذي يحتوي الجنين جيل من بعد جيل، فبعد الولادة يكبرون و يتطورون أمام عينيها وتحت إشرافها ورعايتها الرعاية الطيبة، فهي من حملت الطفل تسعة أشهر بين أحشائها وتغذى على دمائها وأخذ من جسدها لكي يصبح طفل بين يديها.

لذا فإن الأم تعد من أغلى الأشخاص على قلوبنا، فهي لا تمل مننا أبدًا مهما صدر مننا، حتى أن الإسلام كرمها أعظم التكريم، وأعطاها مكانة عالية دونًا عن أي شخص آخر، ولهذا لقد اختير يوم معين في العام وأطلق عليه عيد الأم وذلك من أجل الإحتفال بها وتكريمها بشكل كبير.

تاريخ الاحتفالية بمناسبة عيد الأم

عيد الأم من المناسبات المستحدثة مؤخرًا والتي لم يكن لها وجود منذ القدم، لذا سوف نتعرف معًا على كيفية تواجد تلك المناسبة والاحتفال بها من خلال ما يلي:

  • الأبحاث التاريخية أثبتت أن عيد الأم كان بدايتها العصر الحديث، حيث أنه كانت هناك إمرأة أمريكية متعلقة بشدة بوالدتها وكانت قد دعت لإقامة إحتفالية بعيد الأم، وبعد وفاتها قد عملت على إقامة حملة كبيرة من أجل توسعة الاحتفالية التي تخص تلك المناسبة العظيمة، حتى إنها قامت بدعوة جميع المسئولين في الدولة الأمريكية بإعلان هذا اليوم يوم إجازة رسمية في جميع أنحاء البلاد.
  • استجاب المسئولين الأمريكيين لطلب تلك المرأة الأمريكية ومن ثم أصدروا جميع أوامرهم بعمل احتفالية كبيرة بعيد الأم في يوم الموافق الأحد رقم إثنان في شهر مايو، ومن هنا كانت انطلاقة الفكرة في جميع دول العالم المختلفة، وذلك عن طريق تحديد اليوم الذي يتناسب مع كل دولة منهم على حدة.
  • وقد عمل على إقامة إحتفالية بعيد الأم في مصر الإعلامي الكبير مصطفى أمين، وذلك بعد أن علم أن هناك يوم للإحتفال بالأم في جميع دول العالم المختلفة، ففي هذا اليوم المفضل يتم ذكر جميع الأفضال التي أغرقتنا فيها الأم بخيرها وحنانها وأثنى جميع المسئولين على تلك الفكرة، وكان أول إحتفال في 21 مارس من عام 1956.

الموقف الشرعي من الاحتفالية بعيد الأم

اختلفت الأقوال بين أهل العلم في الاحتفالية بعيد الأم، وكان لكل قول منهم ما اعتمد عليه من تبريرات لما وصلوا إليه من أحكام في هذا الشأن، وكان أقوالهم كالآتي:

  • قد أشار أغلب أهل العلم إلى أن عيد الأم ليس عيدا بالمعنى المفهوم من الناحية الشرعية للأعياد، وإن كانت تسميته بالعيد فإنها تعود إلى لما يحدث فيها من تواصل مع جميع الأمهات وتقديم الهدايا لهم، وذلك من باب الامتنان والاعتراف بالفضل العظيم للأم، حيث أن الأم من أكثر الأشخاص الذين نمتن لهم بكل جميل قد قاموا به من أجلنا.
  • الإسلام دين قد حث على البر بالأم بل بالوالدين، في جميع الأوقات وليس في وقت عيد الأم فقط، حيث أن الأم تحديدًا لها مكانة خاصة في الإسلام فقد أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا، وقد قرن الله معصيته بمعصية الأم، وجعلها من كبائر الذنوب.
  • لقد قرر الإسلام أن تكريم الأمهات في هذا اليوم العظيم الذي يقال عنه عيد الأم، لا دخل له في التشبه بالغير، بل يمت للحكمة بصلة كبيرة، ففي هذا سرور يدخله هذا الأمر على قلب الأم، ولا حرمانية في ذلك، ومن حيث أن الإسلام قد أشار إلى تكريم الأم وأجازه، فإن المسلمين كافة أولى بالإهتمام الإحتفال بالأم في يومها العظيم.
  • من الجدير بالذكر أن تكريم الأم والاعتراف بفضلها من الواجبات الشرعية المؤكدة، والذي هو من أهم الواجبات المطلوبة من الأبناء في جميع الأوقات، وذلك في حياة الأم قبل مماتها، وتكريمها بعد الممات يعد أيضًا من الأشياء الواجبة، وذلك بالدعاء والصدقة لهما وبصلة أرحامها جميعًا.

تحريم بعض أهل العلم احتفالية عيد الأم

  • لقد حرم جزء من أهل العلم الإحتفال بمناسبة عيد الأم، وكان رأيهم في هذا أن العيد في دين الإسلام هو عيد توقيفي، واعتمدوا في أقوالهم هذه على أن النبي صلوات الله عليه وتسليمه قد نهى عن اللهو في يومين الذي كانوا يلهون فيهم أكثر أولاد المدينة المنورة، وهما يومي الفطر والأضحى.
  • يقال من قبل بعض أهل العلم أن عيد الأم هو استحداث وبدعة لم يأمر بها الشرع في دين الإسلام الحنيف، وأن تلك العيد مثله مثل الأعياد الأخرى التي تم استحداثها أيضًا مثل عيد المعلم والطفل وغيرهم من الأعياد التي لا يوجد لها أساس أو أصل في دين الإسلام، كما اشاروا أن الإحتفال بالأم لابد وأن يكون طوال الوقت وليس يوم محدد.

الفتاوى الشرعية لأهل العلم في الاحتفالية بعيد الأم

هناك مجموعة كبيرة من الفتاوى الشرعية والتي تم حصرها لمعرفة رأي علماء الدين الحنيف في الإحتفال بيوم الأم العظيم، لذا من خلال ما يلي سوف نتعرف معًا على أهم وأبرز الفتاوى الشرعية لكبار العلماء في ذلك الأمر:

  • فتوى علماء اللجنة في عيد الأم

العيد في دين الإسلام هو يومي الفطر والأضحى، بالإضافة إلى أن يوم الجمعة يعد من الأعياد الأسبوعية في دين الإسلام، أما عن عيد الام ففيه نوع من التشبه بأهل الجاهلية الأولى فهو بدعة مستحدثة لم يأمر بها الله تعالى من فوق سبع سموات، حيث أن تلك العيد لم يكن فيه نوع من القربان إلى رب العالمين ، وهذا كان رأي العلماء الدائمين في لجنة البحث العلمي في الأزهر الشريف.

  • رأي الشيخ عبد العزيز باز 

قال أن تكريم الأم يعد من تكريم الأسرة بالكامل، ورأي أن عيد الأم من الأعياد المحببة لما فيه من ناحية ولمحة إنسانية جميلة، فهناك من الأشياء ما يغفل عنها الجميع، حيث أن الأطفال الصغار الذين فقدوا أمهاتهم يلقون أقرانهم في مثل أعمارهم يتقدمون بالتهاني والهدايا لأمهاتهم وهم لا، فقد يتأثرون بشكل جدي بهذا الأمر مما يعود عليهم بالسلب، لذا إقترح أن يدعى تلك اليوم بعيد الأسرة وليس عيد الأم.

  • رأي صالح الفوزان الشيخ الجليل 

رأي أن عيد الأم ما هو إلا تقليد أعمى للغرب في احتفالاتهم الأمور الشركية، والبدع التي ليس لها أساس، فكلها أمور قد دخلت على المجتمع الإسلامي من ناحية الغرب والكفار، وقال أيضًا أن الأعياد المعترف بها في دين الإسلام هم يومي الفطر والأضحى فقط ومادون ذلك فهو بدعة وكل بدعة في ضلالة وكل ضلالة في النار.

  • رأي الشيخ صالح العثيمين

إن جميع الأعياد التي لا يوجد بها نص صريح في دين الإسلام هي بدعة، ولم يكن لها وجود في الأسلاف الماضية ، فهي جاءت للمسلمين من قبل أعداء الله والإسلام، وأن الأعياد المعترف بها دينيًا هم أعياد الأضحى والفطر ويوم الجمعة من كل أسبوع، أما ما سوى ذلك فهو من أمور الشرك والتي سوف ترد على أهلها أسوء مردود.

إقرأ أيضاً : شهر رمضان الكريم له الكثير من الفضائل والثمرات

  وأخيراً، شكرا لكم لقراءة المقال حتى النهاية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات من المقالات الدينية من هنا.. مقدمة لكم من أكاديمية مجتهد

1024 مشاهدة